Outreach Materials

التوعيـة البيئية

تمهـيد

مع ظهور العديد من المشكلات البيئية المعاصرة، كان من الطبيعي أن تواكبها دعوات مخلصة إلى الاهتمام بالتوعية البيئية Environmental Awareness، باعتبارها خط الدفاع ألأول عن البيئة وحمايتها، من خلال إشراك الجمهور في حل ومواجهة القضايا البيئية، والحد من الملوثات، ودعم الجهود الرسمية التي تبذل في هذا الصدد. وقد تزامنت بدايات الاهتمام بالتوعية البيئية مع المراحل الأولى للاهتمام بالبيئة العالمية في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين الميلادي. واتضح في السنوات الأخيرة أنها ليست ذات أهمية كبرى في مجال توجيه سلوك أفراد المجتمع على احترام البيئة والحفاظ عليها فحسب، بل إنها تسهم أيضا في تكوين الاتجاهات الإيجابية positive attitudes لدى المواطنين تجاه البيئة، وتجعل عملية المحافظة على البيئة منهجا وسلوكا وعادة، إذا أحسن القائمون على تلك الوسائل التوعوية تغيير الإدراك البيئي عند الجمهور.

وثمة طرق وأساليب عديدة يتم استخدامها للإسهام في الحفاظ على البيئة وأنظمتها ومواردها. ومن بين هذه الطرق: التوعية البيئية والتنوير البيئي والثقافة البيئية. وهذا ما سوف نتناوله بالتوضيح في هذا المبحث، حيث سنعرض لمفهوم كل منها، ونوضح أهمية كل طريقة منها، وأهدافها، وكيفية تحقيقها، والوسائل المستعملة فيها.

مفهوم التوعية البيئية

تعرّف التوعية البيئية بأنها عبارة عن برامج أو أنشطة توجه الناس بصفة عامة أو شريحة اجتماعية معينة، بهدف توضيح وتدعيم وتعريف مفهوم بيئي معين أو مشكلة بيئية، لخلق اهتمام وشعور بالمسؤولية، ومن ثم إحداث تغيير في اتجاهات الأفراد وسلوكياتهم ونظرتهم للبيئة ومواردها، وإشراكهم في إيجاد الحلول المناسبة للمشكلات البيئية. ويمكن تعريفها كذلك “على انها عملية ﺒﻨﺎﺀ، ﻭﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﺘﺠﺎﻫﺎﺕ ﻭﻤﻔﺎﻫﻴﻡ ﻭﻗﻴﻡ ﻭﺴﻠﻭﻜﻴﺎﺕ ﺒﻴﺌﻴﺔ لدى ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺒﻤﺎ ﻴﻨﻌﻜﺱ ﺇﻴﺠﺎﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﺤﻤﺎﻴﺔ البيئة، والمحافظة ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﺘﺤﻘﻴﻕ نوع من العلاقات المتوازنة التي تحقق الأمان البيئي” وقد عرفها (تريفيدي Trivedi وسنغ Singh – 1995) بأنها: “الشعور والإدراك الجماعي collective consciousness تجاه المحافظة على الموارد الطبيعية”.

ويمكن القول بأن التوعية البيئية هي عملية إعلامية، تهدف إلى تكوين جيل مدرك، يقدِّر طبيعة البيئة التي يعيش فيها ومتطلباتها ومقوّماتها والعوامل الداخلية والخارجية التي تؤثر فيها. وهي ذات علاقة مباشرة أو غير مباشرة بسلوك الإنسان والمجتمع الذي يعيش فيه، ولا بد من إعداد ما يناسبها من القيم والاتجاهات التي تربط الإنسان وحضارته بمحيطه الحيوي، بصفته كائنا حيا ضمن أعداد عظيمة من الكائنات الحية الأخرى، مما يحتم عليه المحافظة على وجوده ونموه ضمن القواعد والأسس والنظم التي وضعت لهذه البيئة.

أهمية التوعية البيئية

ترجع أهمية التوعية البيئية إلى دورها في تعريف فئات المجتمع وصناع القرار بالقضايا والمشكلات البيئية المهمة، كما أنها تعتبر استكمالا للجهود التي تبذلها الحكومات والمنظمات البيئية في معالجة المشكلات البيئية من خلال تحفيزها للمواطنين على المشاركة بجهودهم من خلال الجمعيات الأهلية العاملة في مجالات القضايا البيئية.

أهداف التوعية البيئية

بوجه عام، تهدف التوعية البيئية إلى تحقيق ما يلي:

  1. تزويد الفرد بالفرص الكافية لإكسابه المعرفة والمهارة والالتزام بالعمل على تحسين البيئة والمحافظة عليها لضمان تحقيق التنمية المستدامة.
  2. تحسين نوعية المعيشة للإنسان من خلال تقليل أثر الملوثات البيئية على صحته.
  3. تطوير الأخلاقيات البيئية بحيث تصبح هي الرقيب على الإنسان عند تعامله مع البيئة.
  4. تفعيل دور الجمهور في المشاركة في اتخاذ القرار بمراعاة البيئة من حوله.
  5. مساعدة الفرد على اكتشاف المشكلات البيئية، وإيجاد الحلول المناسبة لها.
  6. تعزيز الاهتمام العالمي بالتوعية البيئية

ويمكن تعريف الاتجاه البيئي بأنه: “الموقف الذي يتخذه الفرد إزاء بيئته، من حيث استشعاره لمشكلاتها أو عدم استشعاره، واستعداده للمشاركة في حل هذه المشكلات، وتطوير ظروف البيئة على نحو أفضل، أو عدم استعداده، وكذلك موقفه من استغلال الموارد الطبيعية في هذه البيئة استغلالا رشيدا كان أم جائرا”.

ويؤدي رفع مستوى التوعية البيئية إلى ضمان ما يلي:

  1. إيصال المعلومات التي تحقق أهداف برامج التوعية البيئية بفاعلية.
  2. سهولة الوصول إلى المعلومات المتعلقة بالقضايا البيئية التي تتضمنها برامج التوعية.
  3. تنمية مهارات العاملين في مجال التوعية البيئية.
  4. مشاركة العاملين في الجهات المسؤولة عن حماية البيئة في برامج التوعية.

كيفية تحقيق التوعية البيئية

يتم تحقيق التوعية البيئية بشكل واضح ومباشر من خلال التنسيق والتعاون بين جميع الأطراف المعنية بمواجهة المشكلات البيئية في المجتمع، وهي:

  1. الأجهزة الحكومية المعنية بشؤون البيئة.
  2. جميع هيئات المجتمع ومؤسساته.
  3. الأفراد الذين هم الحماة الفعليون للبيئة عند توافر المعرفة والفهم الصحيح لدورهم البيئي
  4. دعم الهيئات والجمعيات المتخصصة في حماية البيئة في المدارس والجامعات من خلال النشاط الأهلي والحكومي، وتأسيس (جماعات أصدقاء البيئة).
  5. إعداد مراجع خاصة للثقافة البيئية لتوضيح مفاهيم البيئة والتربية البيئية، وإعداد الوسائل السمعية والبصرية التي تخدم هذا الغرض.
  6. تنفيذ ما جاء في المبدأ (19) من إعلان إستوكهولم لعام 1972، من “حث الحكومات والمنظمـات غير الحكومية على العمل لتعليم الأجيـال الشابة وكذلك الكهول في المجالات البيئية

ويمكن تنفيذ ذلك من خلال ثلاث حلقات منفصلات ومتداخلات في آن واحد، هي: التربية البيئية، والثقافة البيئية (أو التعليم البيئي غير الممنهج)، والإعلام البيئي

الية التوعية البيئية

تستخدم عدة وسائل في التوعية البيئية، نذكر منها: 

  1. الاحتفال بأيام البيئة الوطنية والإقليمية والعالمية.
  2. إصدار الملصقات (البوسترات).
  3. إصدار النشرات والكتيبات البيئية.
  4. تنظيم المسابقات في الرسم والنشيد والمقال البيئي.
  5. إنتاج الأفلام البيئية.
  6. إقامة المعرض والندوات البيئية
  7. وسائل أخرى منها: صنع قمصان (تي شيرتات) تحمل علامات وشعارات حماية البيئة، وأكياس وضع القمامة، وإصدار طوابع بريدية، وتنظيم معسكرات علمية للشباب، وتنظيم أعمال تطوعية، وتخصيص جوائز لمسرحيات بيئية هادفة، وتشجيع المبادرات في ميدان حماية البيئة .